معهد سلاح الاشارة
ولقد ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى بلده سورية، وأنشأ المطبعة العربية في مصر حيث طبع فيها بعض كتبه وكتباً أخرى. أصدر في القدس مع رفيقين له جريدة (الحياة) اليومية، إلاّ أن الحكومة الإنجليزية عطّلتها فأنشأ جريدة يومية أخرى في يافا، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1930م. عينه الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود سنة 1934 مستشاراً للوكالة ثم (المفوضية) العربية السعودية بمصر، كما عُيّن مندوباً عن السعودية في مداولات إنشاء جامعة الدول العربية، ثم كان من الموقعين على ميثاقها. مثّل الأمير فيصل آل سعود في عدة مؤتمرات دولية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية والاجتماعية، وفي عام 1946م عين وزيراً للخارجية في الحكومة السعودية متناوباً مع الشيخ يوسف ياسين، وكذلك متناوباً معه العمل في جامعة الدول العربية، واختير في نفس العام عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر. عام 1951م عين وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً للسعودية لدى جامعة الدول العربية، وهناك باشر بطبع مؤلفه (الأعلام). من عام 1957م وحتى عام 1963، عين سفيراً ومندوباً بالمرتبة الممتازة (حسب التصنيف الرسمي) للحكومة السعودية في المغرب كما أنتخب في المجمع العلمي العراقي سنة 1960م.
ماذا فعل زرياب بأهل الأندلس؟ زرياب الأندلسي قبل مجيء زرياب كان أهل الأندلس لا يعرفون الغناء، لكن الأمر اختلف بعد وصوله، وكان لزرياب اليد العلى في انتشار الغناء، ولم يكتف بذلك فقد قام بالعديد من الأعمال منها: اخترع مضارب العود من قوادم النسر، وكان يصنع من الخشب. إنشاء مدرسة لتعليم الغناء والطرب (يماثل معهد الموسيقي العربية)، واخترع الموشحات (وهو شكل جديد للغناء مختلف عن ما تعلمه في العراق). كان المطبخ الأندلسي بسيطا في أكلاته يعتمدون على العصائد والثرائد، فأدخل عليه العديد من التعديلات، فأدخل كثيرًا من الخضر كالهندباء والكمأة، كما أضاف أصنافا كثيرة عرفت باسمه مثل الزرابية والتي تحور اسمها إلى الزلابية المعروفة الآن، ويقال إنه علّم أهل قرطبة أرقى أنواع الطهي البغدادي. علم أهل الأندلس كيف يرتدون الصوف في الشتاء، والقطن، الكتان في الصيف، وفي الربيع يكون موسم الملابس المصنوعة من الحرير، كما عدل في هيئات الثياب فقصرها وضيق الأكمام. زرياب مؤسس فن الإتيكيت زرياب الأندلسي كان أهل الأندلس يأكلون في أوانٍ مصنوعة من الفخار ويأكلون بأيديهم، لكن زرياب غير من هذه العادات وعلم أهل الأندلس الأكل على الموائد، واستعمال الملاعق والسكاكين بدلا من الأصابع، والأكل في أوانٍ من الزجاج والخزف الملون، كما علمهم وضع الزهور والمياه في كؤوس من زجاج على المائدة، واستخدام المناشف لمسح الأيدي والفم أثناء تناول الطعام.
زرياب الموصلي الأندلسي؛ هو لمن لا يعرفه مطرب الأندلس وصاحب فن الموشحات، يعرفه الكثير من سكان المغرب العربي، مجده الغرب وقالوا عنه الرجل الذي نقل الحضارة إلى بلاد الأندلس، بينما يرى البعض أنه أحد أهم أسباب سقوط الأندلس، لذلك دعونا نلقي نظرة على زرياب الأندلسي، ونتعرف على هذا الرجل المثير للجدل. من هو زرياب الأندلسي؟ هو علي بن نافع أبو الحسن الملقب بزرياب، مولى المهدي العباسي نابغة الموسيقى في زمنه، كان شاعرًا مطبوعًا ببعض الفنون من الطبيعية وغيرها، عارفًا بأحوال الملوك وسير الخلفاء ونوادر العلماء، اجتمعت فيه صفات الندماء وكان حسن الصوت. أخذ الغناء ببغداد عن إسحاق الموصلي وغيره وغنى في صباه بين يدي هارون الرشيد ، سافر إلى الشام ومنها إلى الأندلس وقد سبقته إليها شهرته. (كتاب الأعلام للزركلي، ج5، ص28) لم يذكر المؤرخون شيئا عن أسرة زرياب وأصله ونسبه، وعن نشأته والتعاليم التي تلقاها قبل الغناء، بينما ذكر بعض المستشرقين المهتمين بحضارة الأندلس مثل «ليفي بروفنسال» أن أصل زرياب كردي من جزيرة بوتان (تقع على نهر دجلة عند الحدود التركية العراقية) ويبرر سبب تسميته بالموصلي أنه لو كان عربيا لنسب لقبيلته مثل سائر العرب في ذلك الوقت.
prl24.uk, 2024